الخميس 18 رمضان 1445 الموافق مارس 28, 2024
 

المسؤولية الاجتماعية وفقد الهوية . الكاتب : د. محمد الشاماني

الخميس, 11 أغسطس, 2016

د. محمد الشاماني
المسؤولية الاجتماعية مفهوم حديث ، طرق من عدة اتجاهات ومداخل علمية وغير علمية ، نتج عنها تضارب في الاتجاهات والآراء والمسؤوليات و الأهداف والاختلاف في مقاييس الأداء ، فهناك الاتجاه الاداري وهو اكثر الاتجاهات طرقا لهذا المفهوم ، حيث ركز على الالتزام الأخلاقي لرجال الأعمال أو مدراء الشركات تجاه موظفي هذه الشركات والمجتمع ، وركز هذا المنظور على أن الهدف الاساسي من المسؤولية الاجتماعية ضمان استمرارية عمل المنشأة ..... وكأنه اختزل المسؤولية الاجتماعية في أخلاقيات العمل ، فالأقرب لهذا الاتجاه هو مفهوم المسؤولية الأخلاقية لرجال الاعمال.وهناك المنظور التربوي وقد يشاطره الاتجاه النفسي ، حيث حصر المسؤولية الاجتماعية في الانضباط السلوكي للفرد تجاه مؤسسات المجتمع وممتلكاته العامة ، والهدف هو تعزيز روح الانتماء والنضج النفسي والتربوي ، فالأقرب لهذا الاتجاه مفهوم المسؤولية الشخصية ، وهي الاتجاه المعاكس للمسؤولية الاجتماعية .

وهناك المنظور العامي – وهو الاكثر شيوعا بين المتحمسين لهذا المفهوم - والذي يفتقد للطرح العلمي ، حيث يرى ان المسؤولية الاجتماعية واجب على كل فرد في المجتمع ، وربما هذا الاتجاه يكون أقرب للعمل الخيري او التطوعي
بينما المفهوم أصلا موسم بالاجتماعي ، فمن الاحرى أن يكون الاتجاه الاجتماعي هو الحاضر حول هذا المفهوم – وان كان الواقع غير ذلك - حيث ترتبط المسؤولية الاجتماعية باحتياجات أفراد المجتمع كطرف وامكانيات مؤسسات القطاع الخاص طرف اخر ، وأن يبدأ خط المسؤولية الاجتماعية من القطاعات الحكومية الخدمية – عكس ما هو سائد الان حيث المسؤولية الاجتماعية تبدأ بمبادرة من القطاع الخاص بغض النظر عن فائدة هذه المبادرة في تلبية احتياجات المجتمع - . حيث يقوم كل قطاع حكومي بتحديد احتياجات مستفيديه وأوجه عجز أو قصور امكانياته عن تلبية تلك الاحتياجات ، لتتولى مؤسسات القطاع الخاص سد عجز القطاعات الحكومية من خلال شراكة منهجية بين القطاعين .
فمثلا القطاع الصحي الحكومي ناقش خلال (مؤتمر "التأمين الصحي 2011 خيارات وآفاق" الرياض ) بعض التحديات التي تواجهه مثل زيادة حجم السكان بمعدلات مرتفعة ، وتطور الوعي لدى أفراد المجتمع بأهمية العناية بالصحة بمنظورها الشامل البيولوجي والنفسي والاجتماعي ، وارتفاع معدل العمر ، وارتفاع سقف توقعات المجتمع والطلب المتزايد على القطاع الحكومي ، وعدم توفر أنظمة الصحة المعلوماتية ، والنقص الحاد في القوى العاملة المدربة ، وعدم توفر مصادر تمويل الرعاية الصحية ، وضعف الدور الإشرافي والرقابي الصحيح نتيجة لقلة وضعف التأهيل المناسب للكوادر الصحية المتخصصة ، وارتفاع أسعار التشغيل مثل الأدوية والمعدات والمستلزمات الطبية وارتفاع تكاليف تشغيل الكوادر الصحية عالية الكفاءة علاوة على ارتفاع تكاليف عقود الإنشاء والتجهيز ، كل هذا أصبح يشكل تحديا كبيرا يواجه وزارة الصحة ولا بد من دراسة هذه القضايا وتحسين الرعاية الصحية بالمملكة.
http://www.alriyadh.com/2011/04/15/article623757.html

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية
إدارة الشبكة