الجمعة 19 رمضان 1445 الموافق مارس 29, 2024
 

الأمن الغذائي وازمة كورونا

الخميس, 11 يونيو, 2020

الامن الغذائي وأزمة كورونا:

إن هذه الأزمة التي يمر بها العالم دقت جرس الإنذار لكثير من الأمور الهامة التي كانت إما غائبة عن أذهاننا أو مؤجلة أو لم تحض بالأهمية اللازمة، والتي تعتبر مهددة للأمن الاقتصادي والسياسي.

ولعل من أهم هذه الأمور هو تحقيق الأمن الغذائي الوطني من خلال الاكتفاء الذاتي الكلي أو الجزئي من المحاصيل الزراعية المختلفة ، وهذا الأمر لم تغفل عنه حكومة خادم الحرمين الشريفين حيث قامت مشكورة من خلال وزارة البيئة والمياه والزراعة بالتعاون مع منظمة الأغذية والتجارة للأمم المتحدة "الفاو" وانطلاقا من رؤية المملكة 2030 ، بإطلاق برنامج التنمية الريفية المستدامة والذي يهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المتوازنة لتشجيع القطاع الزراعي على الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة و الميزة النسبية للمناطق المختلفة .

فالمملكة العربية السعودية شبة قارة مترامية الأطراف وقد حباها الله بتضاريس مختلفة ومتنوعة تسطيع استغلال هذه الميزة والاستفادة منها في تحقيق الأمن الغذائي قد يقول البعض إن شح المياه سوف يكون عائق أمام هذا المشروع وأنا أقول : ( نعم ) لكن لا شيء لا يمكن معالجته وإيجاد الحلول المناسبة للتغلب عليه فبالإمكان الاستفادة من التقنيات الحديثة للرفع من كفاءة الري باستخدام تقنيات الري المتطورة والتركيز على البحوث العلمية الزراعية لتطوير الانتاجية وذلك بالاستعانة بالخبراء على الصعيد المحلي أو الدولي في هذا المجال لرسم خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف .

كما انه ليس بالضرورة ان نحقق الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية بنسبة مئة بالمئة لكن من الضروري أن يكون لدينا محاصيل زراعية تساعدنا على تجاوز الأزمات التي قد لا تكون بالحسبان وأكبر دليل على ذلك هي الأزمة الحالية التي إن طالت سوف يعاني العالم بأسرة من تهديد لأمنه الغذائي، وكل دولة في حينها سوف تلبي احتياجاتها الداخلية أولا وستتوقف عن التصدير.

إن هناك كثيراً من قرى المملكة أهلها في الأصل مزارعين ولديهم الخبرة والدراية الكاملة بأمور الزراعة إلا أن العائق الذي يواجههم بالإضافة الى شح المياه هو عدم دعم محصولهم الزراعي فكثير من الأحيان يذهب إنتاجهم بأسعار زهيدة قد لا تحقق في كثير من الأحيان التكلفة التي تكبدوها في الإنتاج مما يؤدي بالتالي إلى عزوفهم عن استصلاح أراضيهم الزراعية.

لذا اقترح إنشاء شركة وطنية للمحاصيل الزراعية هدفها توفير الدعم اللوجستي لصغار المنتجين الزراعيين وتدريبهم، كما تقوم بتوفير المعدات الزراعية المتطورة واللازمة لهم، وشراء محاصيلهم الزراعية من خلال تسعيرة مشجعة ومتزنة تساعد في حفظ حقوق المزارع وتراعي في الوقت نفسه متطلبات المستهلك، كما تقوم بتخزين المحاصيل الزراعية والحفاظ على جودتها لتقليل الفاقد منها وإعادة توزيعها وتسويقها على التجار في مناطق المملكة المختلفة.

وبذلك نكون حققنا نوعا من الاكتفاء الذاتي وأيضا ساهمنا في توفير فرص عمل في الأرياف والتي تعاني من البطالة، وكذلك زيادة دخل المزارعين والحد من الهجرة الريفية ، وتحقيق الأمن الغذائي الذي لابد أن يكون هدف استراتيجي مهما بلغت تكلفته المادية لأن الإخلال به من أبرز المهددات السياسية والاجتماعية وهو أحد أهداف رؤية المملكة 2030.

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
باحث ومهتم في مجال المسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 22/08/2016
عدد المشاركات: 9