الأربعاء 15 شوال 1445 الموافق أبريل 24, 2024
 

فايروس كورونا .. هل يوقظ مسؤوليتنا الاجتماعية ؟

السبت, 28 مارس, 2020

.
فايروس كورونا .. هل يوقظ مسؤوليتنا الاجتماعية ؟

مامن شخص إلا ولابد أن يكون لديه حد ادنى من المسؤولية وهذه المسؤولية تبدأ بالمسؤولية الفردية أو مسؤولية الفرد عن نفسه ، وهي جزء من المسؤولية بصفة عامة ، فالمسؤولية بحد ذاتها مفهوم يفضي إلى التعاون والالتزام والتضامن و الاحترام والمشاركة الجادة .
وبلا شك فإن المسؤولية الاجتماعية هي طوق النجاة للخروج من هذه الازمة التي اجتاحت العالم فالمسؤولية الاجتماعية تبدا من مسؤولية الفرد عن نفسه ثم عن مجتمعه الذي يعيش فيه وصولا الى اعلى درجاتها وهي المسؤولية عن هذا العالم والكون الذي نعيش فيه لاسيما في هذه الأوضاع التي يشهدها العالم في مواجهة فيروس كورنا المستجد ، والتي لامجال فيها إلى التهاون او اللامبالاة او الفرار من المسؤولية .
فنحن كافراد تقع على عاتقنا مسؤولية تكمن في التزامنا بالأنظمة والتعليمات التي تسنها الدولة في سبيل احتواء هذه الازمة وعدم الاخلال بها ومساعدة الدولة على تنفيذ الخطط التي وضعتها لمحاربة هذه الجائحة التي المت بنا حتى لا نكون سببا في نقل هذا الفيروس وانتشاره بل مساهمين في تلاشيه وانحساره .
وفي اعتقادي في ظل هذه الظروف والأوضاع يقع على عاتق الشركات مسؤولية اكبر من الافراد لأنها قادرة على تخفيف هذه المعاناة ومساعدة الدولة في هذه الجائحة التي اجتاحت العالم باسره فلابد ان تقف مع المجتمع في ازماته وتقف مع الدولة وتدعم قراراتها ولا تستغل الوضع الراهن لتجني أرباحا من هذه الازمة التي نسأل الله ان يكشفها عنا عاجلا غير اجل .
الا اني في الوقت نفسه اقف متعجبا ومستغربا للدور الذي تمارسه بعض شركاتنا وتجارنا في هذه الحرب الشعواء التي تقودها الحكومة وحدها ضد هذا الفيروس وكأني بشركاتنا وتجارنا ولسان حالهم يقول لا أرى لا اسمع لا أتكلم واكتفت بدور المتفرج بل البعض منها استغل الموقف فاخذ يرفع أسعار المعقمات والكمامات والبعض الاخر اخذ في تخزينها لكي يبيعها بسعر اعلى كلما اشتدت الازمة وندر وجودها بالأسواق مستغلا الظروف لتحقيق مكاسب آنيه منطبقا عليهم المثل القائل : ((مصائب قوم عند قوم فوائد )) ضاربا عرض الحائط بمسؤوليته الاجتماعية .
بينما نجد في المقابل نماذج كثيرة في الغرب من شركات وتجار ضربت أروع الأمثلة في المسؤولية الاجتماعية حيث بادرت بالوقوف مع مجتمعاتها ومع حكوماتها في التصدي لهذه الجائحة والوقوف معها اما بالتبرع ورصد ميزانيات ضخمة لمحاربة هذا الفيروس وتوفير الدعم اللازم والمساهمة في التدابير الوقائية والعلاجية من خلال شراء المستلزمات الطبية التي تساعد في الحد من انتشار هذا الفيروس وتوزيعها أو دعم الدراسات والأبحاث لمنظمات البحث العلمي والحرص على دعم أبحاثهم لإيجاد لقاح أو علاج للمرض الذي حير العالم.
إن هذه الحرب ان جاز التعبير لابد ان نقف فيها جميعا صفا واحدا مع حكومتنا افراد وشركات من واقع شعورنا بالمسؤولية الاجتماعية للحفاظ على مجتمعنا وسلامته فيجب علينا كافراد الالتزام بالتعليمات التي تسنها الدولة مهما كان اثرها علينا و ينبغي على الشركات المساهمة بشكل اكثر فاعلية في التصدي لهذه الازمة حالها في ذلك حال الشركات العالمية والتي وقفت وقفات مشرفة في مواجهة هذه الازمة العالمية بحيث تكون مساهمة منها كنوع من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه مجتمعها الذي طالما جنت الأرباح منه وذلك بالمساهمة في نشر ثقافة الوقاية من هذا الفيروس ودعم البرامج التوعوية التي تشرح كيفية محاربة هذه الافة التي اجتاحت العالم وتوفير المستلزمات الطبية بأسعار رمزية على اقل تقدير ودعم التدابير العلاجية والوقائية والأبحاث العلمية التي تساعد في الخروج من هذه الازمة العالمية .
وأخيرا فالمسؤولية الاجتماعية هي خط الدفاع الأول ضد أي خطر يهدد الفرد او المجتمع .

د. نائف بن سراج الهذلي
عضو المجلس العلمي بالشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
باحث ومهتم في مجال المسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 22/08/2016
عدد المشاركات: 9