الجمعة 10 شوال 1445 الموافق أبريل 19, 2024
 

إعداد المسؤول اجتماعيا

الجمعة, 11 مايو, 2018

قبل الحديث عن انتهاج المسؤولية الاجتماعية لابد أولا من غرسها، فهي تبدأ من الفرد ذاته، فحتى نصف الفرد بأنه مسؤول اجتماعيا لابد أولا:
-أن يكون لديه الاسـتعداد والرغبـة فـي الاجتهاد والتفاعل مع الآخرين،
-ولديه شـعور بالالتزام اتجاه جماعتـه ويحب لهم الخير،
-وأن يكون جديرا بالثقة،
-بعيد عن الغش والتزييف والتزوير،
-ويتوفر فيه الوازع الديني ومحاسبة النفس،
-وأهم شيء هو قيامه بالواجبات وأن یتقبـل نتـائج سـلوكاته وآرائه واتجاهاته.
بمعنى ذو شخصية سوية وضمير حي.

بهذه الملامح والخصائص لن نجد إلا عددا نادرا من الأشخاص من يملكها، وأمام هذا لا يجب أن نبقى مكتوفي الأيدي، حتى يظهر البطل الذي يحمل هذه السمات (ومع هذا لا يستطيع عمل شيء بمفرده)، وإنما الحصول على نخبة ممتازة تعمل على إعداد الأفراد وتدريبهم على هذه المعايير وهم بدورهم يؤهلون الغير ويعملون على إكمال هذه المسيرة.

ليس حلما أن يصبح كل المجتمع مسؤول اجتماعيا، يكفي أن يكون هناك شعور بالمسؤولية الاجتماعية. ولكن ليس الأمر بهذه البساطة، فهذا الشعور لا يتأتى من فراغ، وإنما يخلقه شعور ه بالولاء والانتماء للمجتمع والرضا عن قيمته ودوره داخل الجماعة وإحساسه بالعدل والأمن بينهم. وكلما زاد أو نقص هذا الشعور زاد أو نقص الشعور بالمسؤولية الاجتماعية.

ما نريد قوله أن الإنسان لا يولد عارفا بهذه المسؤولية، وإنما لديه الاستعداد الفطري الذي يحتاج إلى تغذية وتوعية وتأهيل وإعداد وتعليم حتى يتم تفعيله. وهذا الدور منوط أولا بالمدارس لتنمية القيم الإنسانية لدى الطفل. كما أن مناخ المنزل والعمل كلما كان جيدا وتوفرت فيه المرحمة والألفة كلما نما هذا الشعور.
معظمنا يلحق المسؤولية بالمسؤولين ويشعر أن له حقوق أكثر مما عليه واجبات وعليه مسؤوليات أقل مما له مطالب، وهذا مفهوم خاطئ تنمى لدينا نتيجة الحروب والأزمات ونظرتنا للحكام وذوي النفوذ، وإحساسنا بالتهميش الدائم واللامساواة.

على النفس البشرية أن تتداوى من الإحساس بالنقص والظلم والعزلة. علينا أن نقضي أولا على كل مظاهر التفكك في المجتمع وتكبيل الحرية والتهاون واللامبالاة والأنانية، بدءا من الأب إلى المعلم والإمام والإعلامي والباحث والمسير والقاضي والحاكم.

فحتى نصل إلى التطبيق الفعلي للمسؤولية الاجتماعية علينا الاهتمام أولا بالمجالات والمقاييس التالية وهي:
-المسؤولية الشخصية،
-المسؤولية الدينية،
-المسؤولية الأخلاقية،
-المسؤولية الجماعية،
-المسؤولية الوطنية.

بقلم: أ. بورزيق خيرة
الشبكة السعودية للمسؤولية الاجتماعية

مقال
لمشاهدة ملفات الدراسات، نأمل تسجيل الدخول, أو تسجيل عضوية جديدة
بواسطة:
أستاذة جامعية، محامية، ودكتورة باحثة في مجال المسؤولية الاجتماعية
عضو منذ: 12/03/2018
عدد المشاركات: 24